ثالثاً : ترجمة
أبي زيد القرشي:
لم نقف على ترجمة لأبي
زيد القرشي؛فقد خلتْ كُتب التراجم والأخبار والسير والتاريخ والوفيات من ذكر له.
عليه فقد اعتمدنا نصّ ما كتبه الشيخ:على محمد البجاوي عنه في
تحقيقيه لكتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام،وهو ما لدينا منه.
قال([1]):هو
أبوزيد محمد بن أبي الخطاب القرشي،فلا نعرف عنه إلا القليل؛فقد ذكره جورجي زيدان
فقال([2]):ابن
أبي الخطاب صاحب جمهرة أشعار العرب اسمه:أبوزيد محمد بن أبي الخطاب،لم نقف على
ترجمته،ولكنْ يظهر أنّه نبغ في أواسط القرن الثالث للهجرة،وإنّما عمدنا إلى
ذكره؛لأنّه جمع خيرة أشعار العرب الجاهلية والإسلام.
وقال بروكلمان في
الكلام عن مصادر معرفة الشعر الجاهلي([3]):وربّما
كانت المجموعة الرابعة وهي جمهرة أشعار العرب،وقد جمعت في أواخر المائة الثالثة
للهجرة،وهي مجموعة سباعية.
ويرى مصطفى جواد([4]):أنّ
تاريخ تأليف هذا الكتاب يرجع إلى القرن الخامس للهجرة.
واعتمد في ذلك على أنّ
المؤلف ذكر في كتابه الصحاح للأزهري وقد توفي الجوهري سنة:393هـ،وذكر كتاب إسحق بن
إبراهيم الفارابي المتوفي في حدود سنة:370هـ.
وأضاف مصطفى جواد([5]):لذلك
حسبنا تاريخ تأليف الكتاب في القرن الخامس للهجرة أي الزمن المبتدئ بسنة401هـ
الممتد إلى ماقبل تأليف كتاب(العمدة)لابن رشيق،ذلك الكتاب الذي استمدّ مؤلفه بعض
أدبه من كتاب الجمهرة بتصريح وتوضيح.
فهذا كلّ ما وقفنا عليه
بقدر ما وسع الجهد،وأمدّتْ المراجع من أمر ترجمة أبي زيد القرشي.
ولنا قول في ما نقله
المحقق عن الدكتور.مصطفى جواد،وذلك أنّ أول ما يطالعك به المصنّف قوله:حدثنا
المفضل بن محمد الضبي صاحب المفضليات المتوفى سنة([6]):
171هـ،فأنَّى لمن صنّف كتاب في القرن الخامس أنْ يحدث من عاش في أواخر القرن
الثالث،لذا فقول من قال أنّه كان في القرن الثالث للهجرة أقرب إلى الواقع.
[1])"جمهرة أشعار العرب
في الجاهلية والإسلام"،لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي،تحقيق:علي محمد
البجاوي،دار نهضة مصر،القاهرة، ص:7-8.
[2])"تأريخ آداب اللغة
العربية"،لجورج زيدان،ط دار مكتبة الحياة،بيروت،ج2،ص:109-110.
[3])"تأريخ الأدب
العربي"،لكارل بروكلمان، ترجمة:د.عبد الحليم النجار،ج1،ص:75.
[4])انظر"جمهرة أشعار
العرب في الجاهلية والإسلام"،ص:8."مجلة المجمع العلمي
العراقي"،المجلد السابع،1965م،ص:75.
[5])المجلة نفسها:"مجلة
المجمع العلمي العراقي"،ص:75.
[6])"النجوم الزاهرة في
ملوك مصر والقاهرة"،لابن تفري بردي(أبو المحاسن يوسف ت:815هـ)،دار
المعارف،القاهرة،1963م،ج1،ص:203.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق