الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

شُرّاح المعلقات السّبع القُدامى - أولاً :نرجمة أبي عمرو الشيباني .



أولاً : ترجمة أبي عمرو الشيبانيّ:
نسبه :
قال الزبيدي([1]):هو إسحق بن مِرار،المشهور بأبي عمرو الشيبانيّ ([2])الكوفيّ.وهو من رمادة الكوفة،نزل بغداد،وهو من الموالي([3]).
قال الأزهرى([4]):كان يعرف بأبي عمرو الأحوص،ومِرار بكسر الميم ورائين مهملتين مخففتين،وهو مولى وليس من بني شيْبان،وإنّما كان مؤدبا لأولاد ناس من بني شيبان،فنسب إليهم،كما نسب اليزيدي إلى يزيد ابن منصور،حين أدب ولده.
وقيل([5]):أبوعمرو الشيباني من الدهاقين،وإنّما قيل له الشيباني؛لأنّه كان يؤدّب ولد هارون الرشيد،الذين كانوا في حجر يزيد بن مزيد الشيباني،فنسب إليه.
مولده ونشأته :
لم يذكر كتّاب التراجم عن مولده ونشأته شيئاً يذكر؛سوى أنّه من أهل الكوفة سكن بغداد،ودفن بها.
تعليمه وشيوخه :
لم نقف على مايؤكد نشأة وتعليم وشيوخ أبي عمرو الشيبانيّ.وقد ذكره أبوبكر الخطيب فقال([6]):هو كوفي نزل بغداد،وحدث بها عن ركين الشامي.ويحكى([7]):أنّه أخذ عن المفضل الضبّيّ دواوين العرب.
تلاميذه :
قال ابن خلكان([8]):وأخذ عنه جماعة كبار منهم:الإمام أحمد بن حنبل،وأبوعبيدة القاسم بن سلام،ويعقوب بن السكيت،وابنه عمرو.
وقال ابن درستويه([9]):وله بنون وبنو بنين يروون عنه كُتبه،وأصحاب علماء ثقات.
مؤلفاته :
صنّف أبوعمرو الشيباني كُتباً عديدة منها :
1-  أشعار القبائل : قال ولده عمرو([10]):لمّا جمع أبي أشعار القبائل،كانت نيفا وثمانين قبيلة،وكان كلّما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفاً بخطّه،وجعله فى مسجد الكوفة،حتى كتب نيفا وثمانين مصحفاً.ذكره ابن النديم،والسيوطي،وياقوت،وابن خلكان.
2-       الجيم : ذكره القفطي([11])،وابن النديم([12])،والسيوطي([13])،وابن خلكان([14]).
3-       اللغات : ذكره القفطي،وابن النديم،والسيوطي،وابن خلكان.
4-       النوادر : ذكره القفطي،وابن النديم،والسيوطي،وابن خلكان.
5-       النوادر الكبير: ذكره القفطي،وابن النديم،والسيوطي،وابن خلكان.
6-       خلق الإبل : ذكره القفطي،وابن النديم،والسيوطي،وابن خلكان.
7-       خلق الإنسان : ذكره القفطي،وابن النديم،والسيوطي،وابن خلكان.
8-       خلق الخيل : ذكره القفطي،وابن النديم،والسيوطي،وابن خلكان.
9-       غريب الحديث : ذكره القفطي،وابن النديم،والسيوطي،وابن خلكان.
10-غريب المصنف : ذكره القفطي،وابن النديم،والسيوطي،وابن خلكان.
مكانته العلمية :
قال القفطي([15]):صاحب العربية،وكان أعلم الناس باللغة،وكان يُعرف في وقته بين العلماء بصاحب ديوان اللغة والشعر.وكان نبيلاً فاضلاً عالما ًبكلام العرب حافظاً للغاتها.
وقال السيوطي([16]):كان مع أبي عمرو الشيباني من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبى عبيدة.وكان ثقة في الحديث،وهو عند الخاصة من أهل العلم والرواية معروف ومشهور؛والذي قصر به عند العامة من أهل العلم أنّه كان مشهوراً بالنبيذ وشربه.
وقال ياقوت الحموي([17]):قال عبد الله بن جعفر:وأبو عمرو راوية أهل بغداد،واسع العلم باللغة والشعر،ثقة فى الحديث،كثير السماع.وله كتب كثيرة فى اللغة جياد، مات فى أيام المأمون،سنة خمس ومائتين،أوست ومائتين،وقد بلغ مائة سنة وعشر سنين.
وقال ابن السكيت([18]):مات أبو عمرو،وله ثمان عشرة ومائة سنة،وكان يكتب بيده إلى أنْ مات،وكان ربّما استعار منى الكتب،وأنا إذ ذاك صبى آخذ عنه،وأكتب من كتبه.
وقال: مات أبوالعتاهية،وأبوعمرو الشيباني،وإبراهيم المغنى،والد إسحاق فى يوم واحد،  سنة ثلاث عشرة ومائتين،ببغداد.
قال ابن د ستويه([19]):وكان ممن يلزم مجلسه،ويكتب عنه الحديث:أحمد بن حنبل-رضي الله عنه-وحدث الحزنبل،عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني قال:وكان يقول:تعلموا العلم، فإنّه يوطئ الفقراء بسط الملوك.
وذكره أبوبكر الخطيب فقال([20]):هو كوفي نزل بغداد،وحدث بها عن ركين الشامي.روى عنه ابنه عمرو،وأحمد بن حنبل،وأبو عبيد القاسم بن سلام،وكان ثقة.
وقال الخطيب([21]):كان أبوعمرو نبيلاً،وفاضلاً،عالماً بكلام العرب،حافظاً للغاتها،عمل كتاب شعراء مضر،وربيعة،ويمن،إلى ابن هرمة،وسمع من الحديث سماعاً واسعاً،وعمر عمراً طويلاً،حتى أناف على التسعين،وهو عند الخاصة من أهل العلم،والرواية مشهور معروف والذي قصر به عند العامة من أهل العلم أنّه كان مستهتراً بالنبيذ والشرب له".
شرح أبي عمرو للمعلقات التسع:
لم يُشر الذين ترجموا لأبي عمرو الشيباني إلى هذا الشرح،فلا يستبعد أنْ يكون منسوباً إليه،وقد أشار محقق المخطوطة اليتيمة إلى أنّه لايمكن أنْ يكون هذا الشرح لأبي عمرو الشيباني للأسباب  التالية([22]):
1- اعتماد الشارح على النحو بشكل كبير،وأبوعمرو راوية للأشعار أكثر من كونه نحوياً،ولم يشر ابن النديم إلى أنّه ألف في مجال النحو.
2- ورد في النصّ ابن كيسان،وابن السكيت،وقد نقل عنهما بعض العبارات الإعرابية، وهما متأخران في الزمن عن أبي عمرو الشيباني.
3- إنّ أبا جعفر النحاس وابن الأنباري قد نقلا عن أبي عمرو الشيباني بحسب ادعاء الناسخ،وقد أورد التبريزي في مقدمة قصيدة عمرو بن كلثوم قولاً لأبي عمرو الشيباني بينما لم يوردها صاحب المخطوطة مما يدلّ على أنّ هذه المخطوطة لا علاقة لأبي عمرو الشيباني بها،ولو كانت كذلك لوردت المقدمة كما أوردها التبريزي.
4- إنّ المخطوطة في كثير من الحالات تستشهد بشكل جزئي بأبي عمرو الشيباني ولا تعتمد عليه كثيراً.
5- إنّ فقد المقدمة والصفحات الأخيرة جعل هذا المخطوطة مجهولة،ولهذا عنونها الكاتب الذي علق عليها بالقصائد المجهولة.
6- أبيات المخطوطة أكثر عدداً من المخطوطات الأخرى لأيّ قصيدة.
7- اختلف ترتيب الشعراء في المخطوطة عن بقية المخطوطات الأخرى،حيث جاء الترتيب كالآتي:الأعشى،وطرفة،والنابغة،وعبيد،وامرؤ القيس،وزهير،وعنترة،ولبيد،وعمرو.
8- زاد صاحب المخطوطة قصيدة الأعشى،وعبيد،والنابغة،وحذف قصيدة الحارث.
9- عمر المخطوطة في نهاية القرن الحادي عشر الهجري.
فهل الناسخ بالذات هو مؤلف هذه النسخة ونسبها لأبي عمرو الشيباني؟
هذا السؤال يحتاج إلى دراسة أوفر،وجهد أكبر،فأسلوب المخطوطة يختلف عن أسلوب أبي عمرو الشيباني،وزمنها بعد زمن أبي عمرو بمدّة،فقد وردت أسماء متأخرة عنه كابن السكيت،فهذا يفنّد نسبة المخطوطة لأبي عمرو الشيباني.
ولكن يبقى هذا الشرح منسوباً إلى أبي عمرو الشيباني،وتبقى تلك الملاحظات حتّى تثبت أويتمّ نفيها بالبحث والجهد المتواصل عن نسخة أخرى.


[1])"طبقات النحويين واللغويين"،للزبيدي(الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان683- 748هـ)،تحقيق:د.أحمد خان،ط الأولى، 1997م،ج3،ص:194.
[2])نسبة إلى شيْبان،وهي قبيلة عربية معروفة في بكر بن وائل.انظر:"الأنساب"،للسمعاني(أبوسعد عبد الكريم بن محمد بن منصور)،تقديم:عبد الله عمر أبارودي، ط ليدن،1912م، ج1،ص:482. 
[3])"وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان"،لابن خلكان(شمس الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خلكان)،ج1،ص:79. 
[4])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي(شهاب الدين أبوعبد الله ياقوت بن عبد الله)،تحقيق:د.إحسان عباس،ط أولى،دار الغرب،بيروت،ج3، ص:24.
[5])المصدر نفسه:"معجم الأدباء"،ج3،ص:25.
[6])المصدر نفسه:"معجم الأدباء"،ج3،ص:25.
[7])"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري(كمال الدين عبد الر حمن بن محمد ابن الأنباري ت :577هـ)،تحقيق:د.إبراهيم السامرائي،ط الثالثة،مكتبة المنار،الأردن،1985م،،ص:78.
[8])"وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان"،لابن خلكان،ج1،ص:79. 
[9])"الفهرست"،لابن النديم،(أبي الفرج محمد بن إسحق)،تحقيق:رضا تجدد،طهران،1971م،ج1،ص:68.
[10])"وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان"،لابن خلكان،ج1،ص:80. 
[11])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي(الوزير جمال الدين أبي الحسن على بن يوسف)،تحقيق:محمد أبوالفضل إبراهيم،ط  دار الفكر، القاهرة، 1952م،،ج1،ص:264.
[12])"الفهرست"،لابن النديم،ج1،ص:68.
[13])"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"،للسيوطي(الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر)،تحقيق:محمد أبوالفضل إبراهيم،دار الفكر، بيروت،1997م ،ج2،ص:192.
[14])"وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان"،لابن خلكان،ج1،ص:80. 
[15])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج1،ص:256-262.
[16])"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"،للسيوطي،ج2،ص:192.
[17])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،ج3،ص:24.
[18])المصدر نفسه:"معجم الأدباء"،ج3،ص:25.
[19])"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:78.
[20])"تاريخ بغداد"،للخطيب البغدادي،م السعادة،القاهرة ،1349هـ ،المجلد الأول،ص:560.
[21])"تاريخ بغداد"،للخطيب البغدادي،المجلد الأول،ص:562.
[22])"شرح المعلقات التسع"،لأبي عمرو الشيباني،تحقيق:عبد المجيد همّو،ط أولى،منشورات مؤسسة الأعلمي،بيروت،2001م،ص:11-12.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق