الاثنين، 28 أكتوبر 2013

سادساً : ترجمة التبريزي صاحب كتاب شرح المعلقات العشر



سادساً : ترجمة التبريزي([1]):
اسمه ولقبه وكنيته:
أبوزكريا  يحيي بن علي بن محمد بن الحسن([2]) بن محمد بن موسى بن بسطام الشيباني ابن الخطيب التبريزي([3])،وربّما يقال له الخطيب وهو وهم([4])،والخطيب أبوه عليّ،ولم يكن هو خطيباً([5]).ولكنّ الثابت في ترجمته صفة الخطيب التبريزي،وقد اشتهر بتلك الصفة بين الأدباء والنقاد القدامى والمحدثين.قاطن بغداد([6]). 
وقد انفرد السيوطي،وياقوت الحموي وابن العماد دون غيرهما بذكر تاريخ مولده قالوا([7]): وكانت ولادة يحيي هذا سنة إحدى وعشرين وأربعمائة  من الهجرة.
ذكر ابن خلكان([8]):إنّه قرأ على الشيخ  أبي العلاء المعري،وأخذ عن أبي القاسم عبيد الله بن علي الرقي،وأبي محمد الحسن بن رجاء بن الدهان اللغوي،وسليم الرازي.
وأضاف ياقوت([9]):ابن برهان،والمفضل القصباني،وعبد القاهر الجرجاني وغيرهم من الأئمة.وسمع الحديث وكتب الأدب على خلق منهم:القاضي أبو الطيب الطبري،وأبوالقاسم التنوخي،والخطيب البغدادي.ودرس الأدب بالمدرسة النظامية ببغداد([10]).
وسَمِع بمدينة صور بالشام من الفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي،ومن أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الله ابن يوسف الدلال السيّاري البغدادي،ومن أبي القاسم عبيد الله ابن علي الرقيّ([11]).
تلاميذه :
 ذكر ابن الأنباري([12]):أنّه أخذ عنه العلم أبومنصور موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقي، وأبوالحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري،وأبوالفضل ابن ناصر وغيرهم.
 وقال ابن العماد([13]):روى عنه الخطيب الحافظ البغدادي صاحب"تاريخ بغداد"،والحافظ أبوالفضل بن نصر وغيرهم.
 وذكر السمعاني([14]):أبا الخير سعد بن محمد بن الخير بن سهل الأندلسي ببغداد،وأبا طاهر بن محمد بن عبدالله السنجي بمرو.  
 ودخل مصر في عنفوان شبابه فقرأ عليه بها أبو الحسن طاهر بن بابشاذ النحوي وغيره اللغة،ثم رجع إلى بغداد فأقام بها إلى أنّ مات.
 ويحكى([15]):أنّ سبب رحلته إلى أبي العلاء المعري:أنه حصلت له نسخة من"كتاب التهذيب في اللغة"،تأليف:أبي منصور الأ زهري المعري،فجعل الكتاب في مخلاة،وحملها على كتفه من تبريز إلى المعرّة،ولم يكن له مايستأجر به مركوبا،فنفذ العرق من ظهره إليها فأثر فيها البلل.وهذه النسخة في بعض المكاتب الموقوفة ببغداد،إذا رآها من لايعرف خبرها ظنّ أنها غريقة،وليس بها سوى عرق الخطيب. 
 وذكر السيوطي([16]):إنّ أبا زكريا يحيى بن علي التبريزي ما كان بمرضي الطريقة،كان يدمن شرب الخمر،ويلبس الحرير والعمامة المذهّبة،وكان الناس يقرءون عليه تصانيفه وهو سكران،وكان أكولاً،فذاكرت أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ بما ذكره ابن خيرون فسكت وكأنّه لم ينكر ذلك، ثم قال:ولكن كان ثقة في اللغة وما كان يرويه وينقله.
 وولي ابن الخطيب تدريس الأدب بالنظامية وخزانة الكتب بها،وانتهت إليه الرياسة في اللغة والأدب،وسار ذكره في الآفاق،ورحل الناس إليه([17]).
وقال ابن ناصر([18]):وكان ثقة في النقل،وقال ابن خيرون([19]):لم يكن مرضي الطريقة.
مؤلفاته : 
 وقد صنّف التصانيف المفيدة مثل كتاب: 
1-  إعراب القرآن:ذكره ياقوت([20])،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
2-  الكافي في العروض والقوافي:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
3- ثلاثة شروح على الحماسة لأبي تمام(الكبير والأوسط والصغير):ذكره ياقوت،و السيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
4- تفسير القرآن:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
5- تهذيب إصلاح المنطق لابن السكيت:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي، وابن العماد.
6- تهذيب غريب الحديث:ذكره القفطي،وابن العماد.
7- شرح السبع الطوال:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
8- شرح القصائد العشر:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
9- شرح اللمع لابن جني:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
10-  شرح المفضليات:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
11- شرح المقصورة الدريدية:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
12-  شرح سقط الزند:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
13 - شرح شعر أبي تمام:ذكره السيوطي. 
14- شرح شعر المتنبي: ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
15-غريب القرآن:ذكره ابن الأنباري.
16- مقاتل الفرسان:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
17-  مقدمة في النحو:ذكره ياقوت،والسيوطي،وابن الأنباري،والقفطي،وابن العماد.
مكانته الأدبية :        
 ذكره  ياقوت الحموي([21]):أنّه كان أحد الأئمة في النحو واللغة والأدب حجة صدوقاً ثبتاً. وقال عنه السمعاني([22]):أحد أئمّة اللغة،وكان له معرفة تامة بالأدب والنحو.وتحدث عنه القفطي قائلاً([23]):كانت له معرفة تامة بالأدب واللغة والنحو.ورَوَى عنه ببغداد الجمع الغفير، وتأدب به عالم كثير،وقد تكلم الناس في صيانته.
 وحكى ابن الأنباري عن ابن السمعاني عن أبي الفضل بن نصر([24]):أنّه كان ثقة في اللغة،وفيما ينقله.
      وفاته :
 توفي فجأة يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسمائة،في خلافة أبي العباس أحمد المستظهر بأمرالله،ودفن بمقبرة باب أبرز([25]).
 وقد ذكر ابن العماد([26]):أنّه توفي فجأة يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاثة وخمسمائة.
منهجه في شرح المعلقات:
قال التبريزي في مقدمة شرحه([27]):"سألتني-أدام الله توفيقك-أنْ أُلخّص لك شرح القصائد السبع مع القصيدتين اللتين أضافهما أبوجعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحوي"، فالظاهر من النص أنّ التبريزي أخذ عن النحاس قصيدتي الأعشى والنابغة،ولكنّه في الحقيقة أخذ عنه معظم شرحه،بل كلّ شرحه،فقد تبعه في كلّ شيء في ترتيب القصائد إلا قصيدة عمرو بن كلثوم قدّمها على قصيدة الحارث،وتابعه أيضاً في ترتيب أبيات تلك القصائد،وقد فطن البغدادي إلى هذا التشابه،فكان يكرر في الخزانة قوله:"قال النحاس وتبعه التبريزي"،والناظر إلى الكتابين يجدهما وكأنّهما كتاب واحد،فهو قد أخذ عن النحاس الأبيات كاملة،أمّا نصّاً أواختصاراً،ولم يعتمد على غيره في أكثر الأبيات،فقد كان يعتمد على النحاس اعتماداً كبيراً،ويأخذ عنه أكثر شرحه،ويستعين خلال ذلك بشرح ابن الأنباري،فيأخذ عنه شرح كلمة أوكلمتين،ومع هذا فالتبريزي لم يشر إلى نقله ذاك إلا في ستة مواضع([28]).
وسوف نقف عند كل ما أخذه التبريزي عن أبي جعفر النحاس أثناء تعرضنا لكل بيت  من أبيات القصائد السبع في الفصلين التاليين.        


[1])نسبة إلى تبريز وهي من بلاد أذربيجان أشهر بلدة بها."الأنساب"،للسمعاني،ج1،ص:446.
[2])المصدر نفسه:"الأنساب"،ج1،ص:446.
[3])"وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان"،لابن خلكان،ج6،ص:191.وانظر:"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الثاني،ص:850.وانظر: "نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:254.وانظر:"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"،للسيوطي،ج2، ص:238.
[4])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الثاني،ص:850.
[5])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج4،ص:28.
[6])"الأنساب"،للسمعاني،ج1،ص:446.
[7])"شذرات الذهب في أخبار من ذهب"،لابن العماد(أبوالفلاح عبد الحيّ بن أحمد الحنبلي)،طبعة ثانية،دارالمسيرة، بيروت،1979م،ج4،ص:6.  
[8])"وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان"،لابن خلكان،ج 6،ص:191.
[9])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الثاني،ص:850.
[10])"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:255.
[11])"الأنساب"،للسمعاني،ج1،ص:446.وانظر:"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"،للسيوطي،ج2،ص:238.
[12])"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:255.
[13])"شذرات الذهب في أخبار من ذهب"،لابن العماد،ج4،ص:5. 
[14])"الأنساب"،للسمعاني،ج1،ص:446.
[15])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج4،ص:28–29.
[16])"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"،للسيوطي،ج2،ص:238.
[17])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الثاني،ص:850.
[18])"البداية والنهاية"،لابن كثير،ج12،ص:171.
[19])المصدر نفسه:"البداية والنهاية"،ج 12،ص:171 .
[20])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الثاني،ص:850.وانظر:"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"،للسيوطي، ج2،ص:238. وانظر: "نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:255.وانظر:" إنباه الرواة على أنباه النحاة"، للقفطي،ج4،ص:29-30. وانظر:"شذرات الذهب في أخبار من ذهب"،لابن العماد،ج4،ص:5.
[21])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الثاني،ص:850 .
[22])"الأنساب"،للسمعاني،ج1،ص:446 .
[23])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج4،ص:28-30.
[24])"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:253-255.
[25])"وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان"،لابن خلكان،ج6،ص:191.وانظر:"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الثاني، ص:850.وانظر: "الأنساب"،للسمعاني،ج1،ص:447.وانظر:"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج4،ص:30. وانظر:"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:255.
[26])"شذرات الذهب في أخبار من ذهب"،لابن العماد،ج4،ص:6. 
[27])"شرح القصائد العشر"،للخطيب التبريزي(أبوزكريا يحيي بن علي بن محمد بن الحسن الشيباني)،تحقيق:محمد محي الدين عبد الحميد،مطبعة. السعادة،مصر،ص:45.
[28])انظر:"شرح القصائد التسع المشهورات"،لأبي جعفر أحمد بن محمد النحاس،ص:33،79،279،299،307،377.

خامساً: ترجمة الزوزني شارح المعلقات السبع



خامساً : ترجمة الزوزني(*):
هو أبوعبدالله الحسين بن أحمد بن الحسين القاضي الزوزني،توفي سنة ست وثمانين وأربعمائة([1]).وله شرح المعلقات السبع،وكتاب اللغة الفارسية،وكتاب المصادر،وترجمان القرآن. 
          قال عنه السيوطي([2]):كان إمام عصره في النحو واللغة والعربية.
          وقال عنه السمعاني([3]):كان عالماً بالأدب وقاض من أهل زوزن.
وهذا كلّ ما وقفنا عليه من ترجمة الزوزني؛فقد خلتْ كُتب التراجم والأخبار والسير والتاريخ والوفيات من ذكر له إلا القليل الذي ذكرناه في التعريف به بقدر ما وسع الجهد،وأمدّتْ المصادر،ونرجو أنْ نكون بهذا البيان اليسير قد فتحنا باب البحث،وحفزنا إلى المزيد من الجهد حتّى تتكشف حياة هذا المؤلف،والتعرف على شخصيته هذا الأديب الذي زاع صيته،وارتبط اسمه واشتهر بين محبي الأدب الجاهلي بشرح المعلقات السبع.  


[1])"شرح المعلقات السبع"،للزوزني(أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن الحسين)،تحقيق:عبد الرحمن المصطاوي،دار المعرفة، بيروت، 1423هـ، ص:7.
[2])"بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة"،للسيوطي،ج1،ص:232.
[3])"الأنساب"،للسمعاني،ج2،ص:175.

رابعاً :ترجمة أبي جعفر النحاس شارح معلقات العرب



رابعاً : ترجمة أبي جعفر النحاس:
عصره ونسبه ووفاته:
عاش أبو جعفر النحاس في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع للهجرة في مصر، ونعتقد بأنّه عمّر طويلاً قياساً على كثرة آثاره وضخامتها،وأسماء الرجال الذين سمع عنهم وتتلمذ عليهم.
قال القفطي([1]):هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي،النحوي المصري المعروف بالنحاس([2])،وقيل([3]):ابن النحاس،وسماه آخرون([4]):(الصّفار)نسبة إلى عمل النحاس أوالأواني الصفرية.
لم تهتم كتب التراجم إلا بحياته التي برز فيها باعتباره أحد علماء مصر الذين يؤخذ عنهم،ويعتمد عليهم،فهي لم تذكر ولادته ،ولا نشأته،وكلّ ما يمكن معرفته عنه؛أنّه عاش في خلافة الراضي على رأس المائة الثالثة([5]).
تنقل في طلب العلم،فرحل إلى العراق،وسمع ببغداد،والأنبار،وبالكوفة،وبالرملة([6])،وعادإلى مصر فاستقرّ فيها إلى أنْ مات في يوم السبت لخمس خلون من ذي الحجة سنة:338هـ([7])، وقيل:سنة:337هـ([8]).
شيوخه:    
أخذ العلم عن شيوخ كثيرين،منهم بحسب تاريخ وفاتهم([9]):المبرد(أبوالعباس محمد بن يزيد)،والنسائي(أبوعبدالرحمن أحمد بن علي بن شعيب)،والأخفش(أبوالحسن على بن سليمان بن الفضل)،والزجاج(أبواسحاق إبراهيم بن السري بن سهل)،وابن كيسان(أبوالحسن محمد بن أحمد)،ونفطويه(أبوعبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان)،وابن الأنباري(أبوبكر محمد بن القاسم بن محمد بشار)،وابن الحداد(محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر).
وأضافتْ كتب التراجم آخرين غيرهم([10]).
تلاميذه:
قال ابن خلكان عنه([11]):"كان للناس فيه رغبة كبيرة في الأخذ عنه فنفع وأفاد"،فأخذ عنه العلم عدداً كبيراً أوردتهم كتب التواريخ والتراجم.
مكانته العلمية:  
طوّف النحاس في كثير من البلدان،والتقى بعدد كبير من العلماء،فأخذ عنهم،ثمّ عاد إلى مصر واستقرّ فيها يؤلّف ويدرّس،وعظمت مكانته بين معاصريه ووثقوا به،وأكثر المؤرخين من مدحه والإشادة بقيمته.
قال القفطي([12]):"كان النحاس واسع العلم،عزير الرواية،كثير التأليف...ولا يتكبّر أنْ يسأل الفقهاء وأهل النظر،ويفاتشهم عمّا أشكل عليه في تأليفه".وقال فيه ياقوت([13]):"صاحب الفضل الشائع،والعلم المتعارف الذائع الذي يستغنى بشهرته عن الإطناب في صفته".
ويكفينا منه قول الدكتور:أحمد مختار عمر([14]):"وأمّا أبو جعفر فكان نسيج وحده،ولم يترك باباً من أبواب الدراسات الإسلامية إلاطرقه وألّف فيه كُتب في القراءات،والتفسير،والحديث، الناسخ والمنسوخ،والنحو،وفقه اللغة،والأدب،ودوائر المعارف،وكان في كلّ ما يكتب موفقاً".
مؤلفاته:  
قال ياقوت عنها([15]):"إنّ تصانيفه تزيد على الخمسين كتاباً".وذكر اليافعي([16]):أنّ مصنفاته كثيرة،وهي بضعة عشر مصنفاً مما يتعلّق بالنحو والأدب ونحو ذلك مما يرجع إلى العربية".
منهجه في شرح للمعلقات:
 للنحاس في شرحه أسلوبه الذي امتاز به عن بقية شُرّاح المعلقات،فهو إذا أراد أنْ يشرح بيتاً تناول كلماته الغريبة ففسرها تفسيراً مختصراً،ثمّ انتقل إلى ما فيها من النحو فقلّب مسائله تقليباً مستشهداً بأقوال أئمّة النحاة،أو بآية قرآنية أوحديث شريف،أوبيت شعر،أوبقول،أومثل، ثمّ خلافات البصريين والكوفيين فيطبقها على هذه المسألة مرجّحاً هذا الرأي أوذاك،ومبيناً رأيه،ولا يترك البيت إلا بعد أنْ يتناول ما فيه من إشارات بلاغية،أوقضايا صرفية،أو عروضية،أو تاريخية،وقد أشار إلى منهجه هذا في أول شرحه بقوله([17]):"الذي جرى عليه أمر أكثر أهل اللغة الإكثار في تفسير غريب الشعر وإغفال لطيف ما فيه من النحو،واختصرتُ غريب القصائد السبع المشهورات،واتبعتُ ذلك ما فيها من النحو باستقصاء أكثره،ولم أكثر الشواهد،ولا الأنساب ليخفّ حفظ ذلك إنْ شاء الله".


[1])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج1،ص:104.
[2])"طبقات النحويين واللغويين"،للزبيدي،ص:239.
[3])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج1،ص:104.
[4])"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:201.
[5])"صبح الأعشى"،للقلقشندي(أبو العباس أحمد بن على)،ط المطبعة الأميرية،القاهرة،1963،ج8،ص:147.
[6])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الرابع،ص:234.
[7])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج1،ص:104.
[8])"طبقات النحويين واللغويين"،للزبيدي،ص:240.
[9])انظر:"طبقات النحويين واللغويين"،للزبيدي،ص:108.وانظر:"نزهة الألباء في طبقات الأدباء"،لأبي البركات ابن الأنباري،ص:201. وانظر:"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الرابع،ص:224.وانظر:"شرح شواهد المغني"،للسيوطي،تحقيق:أحمد ظافر خان،مصر، 1966م،845.وانظر:"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج1،ص:104.وانظر:"البداية والنهاية"،لابن كثير،ج11،ص:123.وانظر: "شذرات الذهب في أخبار من ذهب"،لابن العماد،ج2،ص:239.وانظر: "الفهرست"،لابن النديم،ج1،ص:83.وانظر:"تاريخ بغداد"،للخطيب البغدادي،ج6،ص:160.وانظر:"مرآة الجنان وعبرة اليقظان"،لليافعي(أبو محمد عبد الله بن سعد اليمني)،بيروت،1970م،ج2،ص:161.
[10])"الوافي بالوفيات"،للصفدي،ج6،ص:143.وانظر"بغية الوعاة"،للسيوطي،ج1،ص:362.
[11])"وفيات الأعيان"،لابن خلكان،ج1،ص:82.
[12])"إنباه الرواة على أنباه النحاة"،للقفطي،ج1،ص:103
[13])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الرابع،ص:226.
[14])"تاريخ اللغة العربية في مصر"،لد.أحمد مختار عمر،مصر،1970،ص:63.
[15])"معجم الأدباء"،لياقوت الحموي،المجلد الرابع،ص:228.
[16])"مرآة الجنان وعبرة اليقظان"،لليافعي،ج2،ص:327.
[17])"شرح القصائد التسع المشهورات"،لأبي جعفر أحمد بن محمد النحاس ت:338هـ،تحقيق:أحمد خطاب،دار الحرية للطباعة،بغداد،1973م، القسم الأول،ص:97.
*) هذه النسبة إلى زوزن،وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة و نيسابور.وكان بعض الكبراء قال:زوزن هي البصرة الصغرى ــ لكثرة فضلائها و علمائها.انظر:"الأنساب"،للسمعاني،ج 2،ص:175.